مجرد شخص سيء #7

 

 

 

سابقا :

“كريس : ولماذا أنا؟ مادخلي بذلك؟
المحامي : لا أعلم, أخبرتني بأن أتحقق عنك حتى أعثر عليك وأخبرتني بأنك أملها الأخير
وقف كريس وقال : ولكنني لست كذلك, يجب أن أغادر الآن
المحامي : فكر بالأمر قليلا.. أرجوك”

 

 

 

 

نظر كريس لذلك الكرت مرة أخيرة قبل أن يضعه في درج سيارته
“مجموعة دان العقارية”
العنوان المكتوب على ذلك الكرت

 

 

—

 

 

مر اسبوع
لم يحدث شيء بشأن طلب السيدة بارك
كان كريس منشغلا بأمر آخر
زواج شيومين~
ولأول مرة بعد عدة سنوات تجمع الأصدقاء الإثناعشر لهذه المناسبة
مناسبة تستحق صورة تذكارية عظيمة
تقدم كريس باتجاه شيومين الواقف بجانب زوجته ثم ابتسم وقال :
لايمكنني تلقيبك بشيومين بعد الآن أصبحت السيد كيم مين سوك
ضحك شيومين وقال : أعتقد بأننا أصبحنا نكبر بسرعة
كريس : تهاني لك, أتمنى لك زواجا سعيدا
ذهب كريس لأحد الطاولات وجلس على الكرسي بجانب سوهو
سوهو : يجب أن أتزوج سريعا, أنظر كيف يبدو سعيدا ذلك الأبله
ثم أخرج ضحكة بسيطة
كريس : أعتقد بأن حبيبتك قد انتظرت طويلا, فقط اعرض عليها الزواج وبالطبع ستوافق
سوهو : أفكر بذلك
قطع حديثهما حوارات الفتيان الشيقة عن حياتهم بعد أن أمضى كل منهم مشواره المهني الخاص وقد كان غالبية الانتباه موجها لتشانيول المحمل بالعديد من القصص الغريبة من الدول التي زارها, حتى أنه أصبح يبدو أكثر اسمرارا من كاي بسبب تعرضه للشمس فترة طويلة
أعاد سوهو الحديث متجاهلا حوار الفتيان ثم قال : ماذا عنك؟
كريس : ماذا؟
سوهو : ألا تواعد؟
كريس : كلا, لا أرغب بذلك حاليا
دخل سيهون فجأة في حوارهما وقال : هذا الهيونغ يتجاهل الفتيات الجميلات في العمل رغم محاولاتهن للتودد له, لا أعلم مالذي يجري في عقله
سوهو : ربما قد وقع في حب فتاة
قال سيهون بمكر : وربمى لم ينسى فتاة
نظر كريس لسيهون الذي مازال يبتسم بمكر
كريس : مالذي تقصده؟
سيهون : أنت تعلم
سوهو : أتقصد أن جين وان؟
أومأ سيهون رأسه بسعادة بعد أن رأى كريس البارد يشعر بالغضب
كريس : لماذا يعتقد الجميع بأنني واقع في حب تلك الفتاة!
سوهو : يبدو بأن هناك أحدا آخر يظن ذلك أيضا فيما عدى سيهون
سيهون : الجميع يظن ذلك
كريس : توقف عن قول التفاهات أيها الفتى وإلا جعلتك تعمل دواما إضافيا
ضحك سيهون ثم قال بصوت منخفض لسوهو : بما أنه غاضب يعني أن ما أقوله صحيح
تقدم تاو ناحية كريس وجلس بالكرسي المجاور له : هيونغ لقد اشتقت للذهاب للتسوق معك
وفجأة مر على ذاكرة كريس شريط ذكريات تسوقه مع جينوان
هز رأسه بخفة وقطب حاجبيه باستغراب
تاو : هيوونغ هل سمعتني؟
كريس : أوووه نعم, لنذهب للتسوق إذا قبل أن تغادر سيول
تاو : أول متجر سنذهب إليه هو قوتشي بالطبع
قال كريس بسخرية : دائما ماتهدر أموالك على الأشياء غالية الثمن

 

 

—

 

 

خرج جميع الفتية معا في اليوم التالي ماعدا شيومين الذي ذهب لعطلة شهر العسل مع زوجته
قرروا الذهاب لنادي البولينق ليقوموا باللعب وتناول المأكولات الخفيفة وشرب بعض من المشروبات
بينما كانت المنافسة مرتفعة بين الأعضاء جلس كريس على البار بعيدا عنهم وبيده كأس من عصير البرتقال الطازج
شعر بأن أحدهم يجلس بجانبه فالتفت ووجده كان لاي
طلب لاي مشروبا كحوليا ثم التفت لكريس وقال : مابك؟
كريس : ماذا؟
لاي : لاتبدو سعيدا للغاية, بينما الجميع يحظون بوقت ممتع أنت تجلس هنا
كريس : هل هذا واضح للغاية؟
لاي : إنه واضح بالنسبة لي
كريس : القصة طويلة
وضع لاي رأسه على كفه ثم قال بلطف : لدي الكثير من الوقت
ضحك كريس وقال : لقد قابلت والدة جينوان قبل اسبوع
لاي : حسنا
كريس : تريد مني أن أطلب من جينوان أن تزورها
لاي : وهل قابلت جينوان؟َ!
كريس : كلا, لم أعلم أين هي طيلة ثلاثة أعوام, ولكن والدتها قامت بإعطائي كرت عمل مكان شركتها التي تعمل بها
لاي : حسنا إذا مالمشكلة
كريس : لا أريد ذلك, لا أريد مقابلة تلك الفتاة ولا مساعدتها
لاي : لاتقم بذلك من أجل تلك الفتاة بل قم به من أجل والدتها, لم تقم والدتها بشيء سيء لك صحيح؟
أخذ لاي رشفة من مشروبه
كريس : هل يبدو كل شيء سهل بالنسبة لك؟
ابتسم لاي ونظر باتجاه كريس وقال : الحياة أسخف من أن تكون صعبة
كريس : لاتشرب كثيرا فلا أحد يريد رؤية جانبك الأبله

 

 

—

 

 

“لا أصدق بأنني أفعل ذلك”
تمتم كريس بتلك الكلمات بعد أن خرج من سيارته ووقف أمام ذلك المبنى الطويل ذو النوافذ الزجاجية
أكمل كريس طريقه خارج مواقف السيارات ليذهب بداخل المبنى
قطع سيره مرور دراجة نارية أمامه فجأة
كريس : أووه مابال هذا المعتوه يقود هكذا
أكمل كريس سيره متجاهلا تلك الدراجة التي توقفت في أحد المواقف
خلع راكب الدراجة خوذته فما كانت سوى فتاة بشعر بني ذو طول متوسط ثم ركضت باتجاه بوابة المبنى
ذهب كريس في نفس وجهتها ودخل ذلك المبنى
توجه للاستقبال حتى يطلب إذن مقابلة أن جين وان رغم علمه برفض مقابلته
ولكن وجد تلك الفتاة قد توجهت بكل أريحية لقسم الموظفين
فكر كريس قليلا : *لماذا لا أظهر لها بأني مهتم بها وثم أطلب منها إخبار جينوان بالخروج؟*
ابتعد كريس عن الاستقبال وركض خلف تلك الفتاة قبل أن تطئ قدمها على السلم المؤدي لقسم الموظفين في الدور العلوي
وحالما اقترب منها قرر استخدام حيلة مظهره الجيد لجعل هذه الفتاة تفعل مايريد منها
كريس : عفوا آنستي
الفتت تلك الفتاة استجابة لنداء كريس وقالت :
ماذا؟
توقف الحوار بين هذين الإثنين تماما وحل الصمت لمدة طويلة
تلك الفتاة ذو الشعر البني لم تكن سوى.. أن جين وان!
تشوشت أفكار كريس حالما رأى وجهها, لم يعلم ماذا يفعل, ولكنها تبدو مختلفة للغاية!
ثيابها تبدو صبيانية على عكس مظهرها السابق وشعرها المنسدل الذي ازداد طولا, تبدو وكأنها أصغر سنا مما كانت عليه
هل هذه أن جين وان حقا؟ الفتاة المليئة بالرسميات والتي لم تفتح شعرها ولو لمرة واحدة على الإطلاق!
قطع صمت المفاجئة قول أن جين وان : ماذا تريد ياسيد؟
لم يستغرب كريس برود جينوان وتصرفها معه كأنه شخص غريب, رغم تغير مظهرها ولكن طباعها لاتتغير
كريس : أريد القليل من وقتك
جينوان : ليس لدي وقت, أعتذر
الفتت جينوان لتكمل طريقها للأعلى ولكن أمسك كريس بيدها بحزم وقال بلهجة أقل رسمية:
لاتكوني عنيدة, لدي أمر مهم أتحدث به معك
أبعدت جينوان يدها عن كريس ونزلت من الدرج ثم قالت : اتبعني لقسم الانتظار
تبع كريس جينوان وحالما جلست على كراسي الانتظار جلس هو بجانبها
جينوان : ماهو الأمر المهم؟
كريس : لم أكن أريد فعل ذلك حقا ولكن لقد ترجتني والدتك
أطلقت جينوان ضحكة ساخرة ثم قالت : اتضح الموضوع
كريس : لا أحتاج لأن أتحدث على حالة والدتك لأنني أعلم بأنك تعلمين كل شيء, لكن كل ما أريد قوله بأنها بحاجتك الآن
جينوان : بحاجتي لإدارة أموالها أم بحاجتي للبقاء بجانبها.. وضح أكثر
كريس : والدتك في حالة صحية سيئة وتريد لقائك, لقد مرت ثلاثة أعوام أن جين وان وأعتقد بأن هذا كافِ.. يجب أن تعودي
جينوان : هي تريدني أن أعود من أجل إدارة أعمالها
كريس : لماذا تقولين ذلك؟ ربما قد تغيرت! لطالما كرهت والدي بسبب ادمانه القمار ولكن بعد كل هذه السنين لقد تركها وندم على جميع أفعاله
نظرت جينوان لكريس بنظرات يتخللها الشك
كريس : حياتك الحالية ليست أفضل من حياتك السابقة
جينوان : لماذا؟ بسبب المال؟ أنا لا أكترث له, لا أحتاجه ولا أريده, منذ خروجي من تحت سلطة تلك الأسهم اللعينة وأنا أعيش حياة حقيقية, حياة مليئة بالألوان على عكس حياتي السابقة المليئة بالأبيض والأسود.. أنظر إلي جيدا! هل رأيتني يوما ألبس ثيابا عادية كهذه؟ هل رأيتي يوما بدون معطفي وحقيبة عملي؟ هل رأيتني يوما أتجول في أنحاء سيول وأستمتع بوقتي؟ وتريدني الآن أن أعود هناك!
كريس : لأن ذلك المكان هو المكان الذي تنتمين إليه
جينوان : هذا ليس صحيحا, أنا لم أنتمي إلى ذلك المكان يوما, ولن أنتمي إليه
وقف كريس على قدميه وقال : والدتك في المشفى وتنتظر زيارتك على أية حال, لقد اشتاقت إليك وتريد رؤيتك, إذهبي لزيارتها حتى وإن لم تكوني تريدين أن تكوني الوريثة القادمة
مشى بعيدا حتى يغادر ولكنه وقف للحظات ثم قال : ليس كل شيء نريده نحصل عليه
وأكمل طريقه بعيدا
صعدت جينوان للأعلى حيث يوجد مكتبها ثم توجهت لأحد النوافذ الزجاجية المطلة على مواقف السيارات
راقبت كريس وهو يمشي باتجاه سيارته
ابتسمت جينوان ثم تمتمت : لقد أصبحت الشخص الذي لايملك سيارة الآن
استمرت بمراقبته حتى غادر, تنهدت بهدوء وابتعدت عن النافذة الزجاجية الكبيرة لتذهب إلى مكتبها للعمل

 

 

—

 

 

سيهون : كريس هيونغ.. هيونغ.. يااا هيونغ هل تسمعني؟
رمش كريس جفنيه عدة مرات قبل أن يقول : أووه ماذا؟
قال سيهون بخيبة أمل : لقد كنت أحدث نفسي طيلة هذا الوقت
ابتسم كريس وقال : لا بأس سنتحدث كثيرا عندما نحضى على وقت للراحة, ولكن لماذا أنت لست في مكتبك الآن؟
سيهون : أنت تعلم بأنني آتي إلى مكتبك لأهرب من العمل, ولكن هذا ليس مهما الآن.. مالذي يدور في عقلك؟
حول كريس نظره إلى شاشة الحاسوب التي أمامه وقال : لاشيء
سيهون : لاتحاول الهرب هيا أخبرني
كريس : حتى لو كان هناك شيئا أنت تعلم بأنني لن أخبرك به, هيا اذهب إلى عملك أيها الكسول
قام سيهون من الكرسي الذي يقع أمام مكتب كريس وعدل معطفه ثم قال : أنت بغيض حقا.. على كل لن أتعشى معك اليوم سأذهب في موعد مع الفتاة التي تعمل معي في نفس القسم
ثم صفق يديه بحماس
كريس : أتعني دان سا شيم؟
سيهون : كلا إنها تلك الفتاة المثيرة كانغ لين
رفع كريس حاجبيه ثم قال : كانغ لين ليست فتاة سهلة المراس على الإطلاق!
أظهر سيهون نظرة خبيثة ثم قال : ليست بالنسبة لي
كريس : حسنا فلتستمع أيها الفتى الجميل
سيهون : اووووه بالطبع سأستمتع

 

 

وفي مكان آخر
بالتحديد أحد المطاعم المنتشرة في ضواحي سيول
جانغ مين : لقد أرسلت والدتك رجلا من رجالها مجددا إذا
أومأت جينوان رأسها بهدوء موافقة لما قالته جانغ مين
جانغ مين : بما أنك أردت أن تحديثيني بالموضوع بشدة أهذا يعني بأنك موافقة على العودة إلى هناك
قالت جينوان بانفعال : بالطبع لا
جانغ مين : إذا ماهو سبب دعوتك الطارئة؟
جينوان : هذه المرة ذلك الرجل كان كريس
جانغ مين باستغراب : ومن هو كريس؟
ضربت جينوان رأسها بخفة وقالت : صحيح لم أخبرك عنه على الإطلاق
جانغ مين : ومن أين أتى هذا الشخص الآن
أقتربت جينوان ناحية جانغ مين قليلا وقالت : أتذكرين ذلك الشخص الذي كنت أراقبه من شاشة غرفتي في ذلك المسكن قبل عدة سنوات
رفعت جانغ مين نظرها للأعلى محاولة تذكر ذلك الأمر وبعد لحظات قالت : اووه أتذكر.. أهو الشخص نفسه!
جينوان : نعم إنه هو
جانغ مين : هل هو يعمل لدى والدتك أم ماذا؟
جينوان : لا, ولكنه كان جزءا من ماحدث بيني وبين والدتي..
جانغ مين : بما أنك لم تريدي أن تخبريني بتفاصيل ماحدث سابقا فأنا لم أفهم شيئا ولكنني أعتقد بأنه شخص مهم للغاية
جينوان : هذا صحيح.. وبسببه الآن أصبحت مترددة, لقد أخبرني بأن والدتي تحتاجني بالمشفى ولم يتحدث عن المال والأسهم وكل هذه الأمور
جانغ مين : إذا هل تعتقدين بأن والدتك قد احترمت ميولك الخاصة وتقبلت فكرة عدم رغبتك بوراثة امبراطورية كلاس ايه؟
جينوان : لا أعلم
جانغ مين : اذهبي واكتشفي ذلك بنفسك
جينوان : هل تخبرينني بأن أزور والدتي!
جانغ مين : لم لا!.. لقد مرت ثلاثة أعوام منذ آخر مرة رأيتي بها وجهها
أبعدت جينوان نظرها بهدوء إلى كوب العصير بين يديها وشربت رشفة منه بينما أفكارها القلقة مازالت تهاجم عقلها

 

 

—

 

 

-جينوان-
دخلت إلى تلك الغرفة التي تشبه رائحتها رائحة المخدر
قلبي يدق من شدة توتري
ولاأعلم ماذا أفعل الآن ولو استطعت لهربت مباشرة دون أن أعود
ولكن رغم ذلك استمريت بالتقدم نحو ذلك الجسد النحيل على السرير
ابتلعت ريقي وانحنيت وقلت بلهجة رسمية
“مرحبا سيدة بارك”
ابتسمت بسعادة رغم اصفرار وجهها وكثرة شيبها
“لقد مر وقت طويل جينوان-آه”
حتى صوتها تغير, كيف لسنوات قليلة أن تعبث بوالدتي هكذا؟
حالما كنت أحاول الاقتراب منها لإمساك يدها أعادتني تلك الكلمات التي قالتها

 

 

سيدة بارك : كنت أعلم بأن كريس سيقنعك بالعودة لإدارة كلاس ايه
قطبت جينوان حواجبها ثم قالت : مـ..ماذا!
سيدة بارك : كلاس ايه تحتاجك الآن أكثر من أي وقت مضـ..
قاطعت جينوان والدتها بغضب وقالت : أتظنين أن سبب مجيئي إليك هو كلاس إيه اللعينة!
سيدة بارك : ماذا تعتنين بكلامك؟
تراجعت جينوان عدة خطوات للوراء وقالت : لقد مضت ثلاث سنوات ولم تدركي الأمر بعد
سيدة بارك : ابنتي.. لاتكوني هكذا, يجب أن تعودي إلى هناك, انت الوريثة القادمة
هزت جينوان رأسها برفض ثم قالت : عندما أتيت إلى هنا ظننت بأن والدتي ستحتضنني وستخبرني بأنها اشتاقت إلي, ولكن يبدو بأنك مازلت تفكرين بتلك الأموال, لقد ظننت بأنك أدركت سبب مغادرتي وابتعادي عنك طيلة تلك الأعوام ولكن يبدو بأن هذا لم يحدث
سيدة بارك : جينوان! بالطبع أنا اشتقت إليك
ضحكت جينوان بسخرية قبل ان تقول : أنا لن أقبل أن أصبح الوريثة القادمة لكلاس إيه
قالت السيدة بارك بغضب : ولكن يجب أن تصبحي كذلك
جينوان : وأنا لا أريد!!
ابعدت السيدة بارك نظرها عن جينوان ثم قالت : أغربي عن وجهي
جينوان : أنت تتخلين عني للمرة الثانية والدتي!
سيدة بارك : لست أنا من تخلى عنك بل أنت من تخليت عني لأنك فتاة سيئة.. أغربي عن وجهي الآن
جينوان : حسنا, سأغرب عن وجهك, ولكن أريد أن أخبرك بأن سبب مغادرتي كان بسبب عدم رغبتي في تسلم أي منصب في كلاس ايه, لطالما أدركت بأن كلاس ايه لاتحتاجني وأنا لا أحتاجها, ظننت بأنك علمت بهذا الأمر الآن ولكن ظني لم يكن في محله.. اعتذر عن إزعاجك سيدة بارك, سأغادر الآن
توجهت جينوان بسرعة إلى الباب لتخرج ووقف أمامها المحامي الخاص بالسيدة بارك ليتحدث معها ولكن جينوان اكتفت بدفعه بعيدا وهي تقول : لا أريد سماع صوتك
ثم خرجت من الغرفة مباشرة
تنهد المحامي وتوجه للسيدة بارك وقال : ابنتك عنيدة للغاية سيدتي
سيدة بارك : يجب أن تعود لكلاس ايه بأي طريقة ممكنة

 

 

—

 

 

-جينوان-
بعد عدة أيام من زيارة والدتي لقد عادت إلي بعض الذكريات التي جعلتني آتي لزيارة هذا المكان
ملجئ هونغشي.. أتيت لزيارته مرة واحدة فقط
ولكن بالطبع لم يعلم الجميع بأنني المتبرع الحقيقي تحت اسم هيون شيم جانغ بما أنني كنت مجهولة الهوية
وها أنا أعود مجددا بعد فترة طويلة
حالما دخلت ذلك الملجئ شعرت وكأنني كؤلائك الأطفال
ليس فقط بلا أب, ولكن بلا أم أيضا
شعرت بالوحدة القاسية التي مررت خلالها طيلة حياتي
شعرت بالعديد من الأشياء التي لم أشعر بها منذ مدة طويلة وكأنها تتراكم مرة واحدة الآن
تقدمت نحوي امرأة تبدو في أواخر الأربعينات وهي تحمل ابتسامة دافئة على محياها
“مرحبا بك آنستي في ملجئ هونغشي, هل أنت الجليسة التي سترعى الأطفال اليوم؟”
ابتسمت أنا أيضا وقلت
“كلا, لقد أتيت للزيارة فقط.. لم آتي إلى هنا منذ مدة طويلة وقد تغير الملجئ كثيرا, أصبح أكثر جمالا”
لم تغادر تلك الابتسامة وجهها على الإطلاق بل ازدادت اتساعا عندما قالت
“هذا بفضل مشروع السيد هيون شيم جانغ الخيري”
نظرت لها بتفاجئ تام
“ماذا؟ مشروع السيد هيون شيم جانغ الخيري مازال مستمرا!!”
بادلتني النظرة المتفاجئة كذلك
“كيف علمت بتوقف المشروع الخاص به؟”
يجب أن أتحكم بفمي الكبير من قول الأشياء الخاطئة
“هيون شيم جانغ هو أحد المقربين مني”
“آآه هكذا إذا!, ماحدث أنه بعد توقف التبرعات فجأة لمدة عام كامل بدأ مجموعة من الشبان إعادة مشروع التبرعات تحت اسمه مجددا”
شعرت بالفضول لذلك لم أخجل من طلب بعض التفاصيل
“مجموعة من الشبان؟ ولكن لماذا؟”
“أخبرني أحدهم بأنه ممتن للسيد جانغ بسبب تبرعه بقلبه له وأن هذا المشروع قد كان حلمه قبل وفاته لذلك هو سيفعل أي شيء ليعيده, لقد قام ذلك الفتى وأصدقائه بنشر قصة هيون شيم جانغ في كل مكان عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وقد لاقت انتشارا كبيرا حتى أنها وصلت لوسائل الإعلام! ومنذ ذلك الحين والعديد من التبرعات تأتينا من أشخاص مجهولين من مختلف أنحاء البلدة لدعم حلم السيد هيون الذي لم يستطع تحقيقه والمشروع سيدخل عامه الثاني قريبا”
كريس فعل ذلك!
أعلم بأنه لم يفعل ذلك لأجلي بالطبع ولكنني لازلت ممتنة له
هيون شيم جانغ لن ينتقم مني بعد وفاته الآن
لن يكون الكابوس السيء حينما أنام
شعرت وكأن عبئا ثقيلا قد ازيح عن كتفي
قطع افكاري صوت تلك السيدة وهي تقول
“هل أنت بخير آنستي؟”
اكتفيت بهز رأسي والابتسام وذهبت خارج الملجئ
ذهبت ابتسامتي مباشرة عندما رأيت اتصالا من محامي والدتي, تجاهلت اتصاله كالعادة ولكنه ظل يتصل كالمجنون مما أثار غضبي

 

جينوان : ماذا تريد؟
المحامي بقلق : لقد أجبتي أخيرا, آنستي يجب أن تأتي حالا
جينوان : مالذي يحدث؟
المحامي : آنستي والدتك في غرفة الانعاش الآن بعد انتكاس حالتها
جينوان : مـ..مالذي تقوله!!
المحامي : أرجوك تعالي بسرعة فلا وقت للحديث
توجهت جينوان بدراجتها سريعا للمشفى الذي تمكث به والدتها
وبعد عدة دقائق وصلت إلى المشفى وبدأت بالركض باتجاه غرفة الانعاش فوجدت المحامي واقفا هناك
جينوان : كيف هي أمي الآن؟
لم ينطق المحامي بكلمة واحدة
تجاهلته جينوان ودخلت لغرفة الانعاش فوجدت أمامها جسدا مغطى باللحاف الأبيض
اقتربت ببطئ وأبعدت اللحاف فما كان أمامها سوى والدتها
سقطت جينوان على ركبتها وامسكت بيد والدتها وهي تنظر للأرض
ولأول مرة منذ عدة سنوات نزلت دموع جينوان دون خوف
جينوان : لماذا أخبرتني بأن أغرب عن وجهك بدل أن تقومي باحتضاني؟ لماذا جعلتني ابتعد عنك رغم رغبتي في البقاء بجانبك؟ لماذا غادرت هكذا لماذا!! أمي.. لم أستطع أن أخبرك بأنني آسفة على غيابي رغم رغبتي في ذلك, ولكن فات الأوان الآن
أغمضت جينوان عينيها بحسرة وألم ولكنها فتحتها مباشرة بعد أن سمعت صوت أحدهم يقول:
لم يفت الأوان بعد

 

 

 

 

من كان ذلك الشخص؟

مالذي سيحدث لمجموعة كلاس إيه بالمستقبل؟

هل ستتوقف علاقة جينوان بكريس بعد الآن؟

ماهو مقطعك المفضل في هذا الجزء؟

 

 

 

 

أهلين بنات ^^

ان شاء الله البارت كان حماسي وحاز على رضاكم

البارت القادم راح يكون اخر بارت في هالرواية T_T

عشان كذا حبيت أسألكم

“إيش توقعاتكم لنهاية هذه الرواية؟”

هل بتكون حزينة, سعيدة, عادية, واقعية, خيالية, ولا نهاية مفتوحة؟

بانتظار ردودكم وآرائكم على أحر من الجمر

 

 

 

لمشاهدة كتاباتي السابقة :

هنا